سورة العنكبوت - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (العنكبوت)


        


قوله تعالى: {ويستعجلونك بالعذاب} قال مقاتل: نزلت في النَّضْر بن الحارث حين قال: {فأَمْطِرْ علينا حجارةً مِنَ السَّماء} [الأنفال: 32].
وفي الأجل المسمى أربعة أقوال.
أحدها: أنه يوم القيامة، قاله سعيد ابن جبير.
والثاني: أجل الحياة إِلى حين الموت، وأجل الموت إِلى حين البعث، قاله قتادة.
والثالث: مُدَّة أعمارهم، قاله الضحاك.
والرابع: يوم بدر، حكاه الثعلبي.
قوله تعالى: {ولَيَأْتِيَنَّهم} يعني العذاب. وقرأ معاذ القارئ، وأبو نهيك، وابن أبي عبلة: {ولَتَأْتِيَنَّهم} بالتاء {بغتةً وهم لا يَشْعُرون} باتيانه.
قوله تعالى: {وإِنَّ جهنَّم لَمُحيطة بالكافرين} أي: جامعة لهم. قوله تعالى: {ويقولُ ذُوقوا} قرأ ابن كثير: بالنون. وقرأ نافع: بالياء. فمن قرأ بالياء، أراد الملَك الموكَّل بعذابهم؛ ومن قرأ بالنون، فلأنَّ ذلك لمَّا كان بأمر الله تعالى جاز أن يُنسَب إِليه. ومعنى {ما كنتم تعملون} أي: جزاء ما عملتم من الكفر والتكذيب.


قوله تعالى: {يا عباديَ الذين آمنوا} قرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وابن عامر: {يا عباديَ} بتحريك الياء. وقرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي: باسكانها.
قوله تعالى: {إِن أرضي واسعة} وقرأ ابن عامر وحده: {أرضيَ} بفتح الياء. وفيه ثلاثة أقوال.
أحدها: أنه خطاب لِمَن آمن مِنْ أهل مكة، قيل لهم: {إِن أرضي} يعني المدينة {واسعة}، فلا تجاوروا الظَّلَمة في أرض مكة، قاله أبو صالح عن ابن عباس؛ وكذلك قال مقاتل: نزلت في ضُعفاء مُسْلِمي مكة، أي: إِن كنتم في ضيق بمكة من إِظهار الإِيمان، فارض المدينة واسعة.
والثاني: أن المعنى: إِذا عُمل بالمعاصي في أرض فاخرجوا منها، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس، وبه قال عطاء.
والثالث: إِنَّ رزقي لكم واسع، قاله مطرف بن عبد الله.
قوله تعالى: {فايَّايَ فاعبُدونِ} أثبت فيها الياء يعقوب في الحالين، وحذفها الباقون. قال الزجّاج: أمرهم بالهجرة من الموضع الذي لا يمكنهم فيه عبادة الله إِلى حيث تتهيَّأُ لهم العبادة؛ ثم خوَّفهم بالموت لتهون عليهم الهجرة، فقال: {كلُّ نَفْس ذائقةُ الموت} المعنى: فلا تُقيموا في دار الشِّرك خوفاً من الموت {ثُمَّ إِلينا تُرْجَعون} بعد الموت فنجزيَكم بأعمالكم، والأكثرون قرؤوا: {تُرْجَعون} بالتاء على الخطاب؛ وقرأ أبو بكر عن عاصم بالياء.
قوله تعالى: {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ} قرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر: {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ} بالباء، أي: لَنُنْزِلَنَّهم. وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف: {لَنُثْوِيَنَّهُمْ} بالثاء، وهو من: ثويتُ بالمكان: إِذا أقمت به قال الزجاج: يقال: ثوى الرجل: إِذا أقام، وأثويتُه: إِذا أنزلتَه منزلاً يُقيم فيه.
قوله تعالى: {وكأيِّن مِنْ دابَّة لا تحملُ رزقَها} قال ابن عباس: لمَّا أمرهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالخروج إِلى المدينة، قالوا: يا رسول الله، نخرُج إِلى المدينة وليس لنا بها عقار ولا مال؟! فمن يؤوينا ويطعمنا؟ فنزلت هذه الآية. قال ابن قتيبة: ومعنى الآية: كم مِنْ دابَّة لا ترفَعُ شيئاً لغدٍ، قال ابن عُيَيْنَةَ: ليس شيءٌ يَخْبَأُ إِلا الإِنسانُ والفأرةُ والنملة. قال المفسرون: وقوله: {اللّهُ يرزُقُها} أي: حيثما توجهتْ {وإِيَّاكم} أي: ويرزُقكم إِن هاجرتم إِلى المدينة {وهو السَّميع} لقولكم: لا نجد ما نُنْفِق بالمدينة {العليمُ} بما في قلوبكم.


قوله تعالى: {ولَئن سألتَهم} يعني كفار مكة، وكانوا يُقِرُّون بأنه الخالق والرَّازق؛ وإِنَّما أمَره أن يقول: {الحمدُ لله} على إِقرارهم، لأن ذلك يُلزمهم الحُجَّة فيوجِب عليهم التوحيد {بل أكثرُهم لا يَعْقِلون} توحيد الله مع إِقرارهم بأنه الخالق. والمراد بالأكثر: الجميع.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8